الولايات المتحدة تتجه لإعادة هيكلة وجودها العسكري في سوريا: تقليص محتمل للقوات وسط تطورات إقليمية
كشفت تقارير صحفية نقلًا عن مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية، أن الجيش الأمريكي يخطط لإعادة تنظيم هيكلي لقواته المنتشرة في سوريا خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة. وتشير التقديرات الأولية إلى أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى خفض كبير في عدد الجنود الأميركيين على الأراضي السورية، ضمن خطة أشمل لإعادة تقييم التواجد العسكري الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط.
ووفقاً لما أوردته وكالة "رويترز"، فإن أحد المسؤولين الأمريكيين صرّح بأن عملية الدمج المخططة قد تقلص عدد الجنود في سوريا إلى نحو ألف جندي فقط. هذا الانخفاض المحتمل يُعد جزءاً من مراجعة مستمرة للانتشار العسكري الأمريكي حول العالم، خاصة في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة وتزايد التحديات الأمنية في المنطقة.
لكن في المقابل، أشار مسؤول أميركي آخر إلى أن التخفيض لا يزال ضمن نطاق التخطيط، وأن الأعداد الدقيقة لم تُحدد بعد بشكل نهائي، موضحاً أن هناك الكثير من المتغيرات التي قد تؤثر على حجم القوات، لا سيما في ظل المفاوضات الحساسة الجارية بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والحكومة الإيرانية. كما أعرب عن شكوكه حول إمكانية تنفيذ خفض كبير في هذه المرحلة، خاصة في الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة بتكثيف وجودها العسكري في مناطق أخرى من الشرق الأوسط.
تجدر الإشارة إلى أن التواجد الأمريكي في سوريا يُعتبر محوريًا في الحرب ضد تنظيم "داعش"، حيث تقدم القوات الأمريكية الدعم والمشورة لقوات "قسد" (قوات سوريا الديمقراطية) في الشمال الشرقي من البلاد. وأي تقليص مفاجئ في هذا التواجد قد يؤثر على موازين القوى في المنطقة، ويخلق فراغًا قد تسعى أطراف إقليمية أو دولية لملئه، مثل روسيا أو إيران.
وفي ظل هذه التطورات، تبقى التساؤلات مفتوحة حول طبيعة الدور الأمريكي المستقبلي في سوريا، وكيف ستوازن واشنطن بين مصالحها الأمنية والاستراتيجية وبين الضغوط السياسية الداخلية والرغبة في تقليص الإنفاق العسكري الخارجي.