تفجير ميناء الرجائي في إيران

انفجار ضخم وحريق مميت في ميناء بندر عباس الإيراني: مقتل 8 وإصابة المئات

في حادث مأساوي وقع يوم السبت 26 أبريل 2025، شهدت مدينة بندر عباس الإيرانية انفجارًا ضخمًا في ميناء شهيد رجائي، أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة أكثر من 750 آخرين. الانفجار، الذي يُعتقد أنه ناتج عن حريق في حاويات وقود قابلة للاشتعال، أدى إلى نشوب حريق هائل استمر لأكثر من 12 ساعة، مما دفع السلطات إلى تعليق جميع عمليات الاستيراد والتصدير عبر الميناء. 

تفاصيل الحادث

وقع الانفجار في منطقة شهيد رجائي، التي تُعد أكبر موانئ إيران على مضيق هرمز. وفقًا للتقارير، يُعتقد أن الحريق ناتج عن سوء تخزين المواد الكيميائية القابلة للاشتعال في حاويات داخل الميناء. رغم قوة الانفجار، أكدت السلطات أن البنية التحتية النفطية الحيوية في المدينة لم تتأثر، بما في ذلك مصفاة بندر عباس، التي تواصل عملها بشكل طبيعي. 

الصور التي نشرتها وسائل الإعلام المحلية أظهرت سحابة ضخمة من الدخان الأسود والبرتقالي تتصاعد فوق الميناء، مع تدمير نوافذ المباني على بُعد عدة كيلومترات. كما سُمع دوي الانفجار في جزيرة قشم القريبة، التي تبعد حوالي 26 كيلومترًا عن الموقع. 

التحقيقات والردود الرسمية

أمر الرئيس الإيراني، مسعود پزشكیان، بفتح تحقيق عاجل في الحادث، وأرسل وزير الداخلية إلى الموقع لمتابعة عمليات الإطفاء والحد من انتشار النيران. من جهته، أشار المتحدث باسم منظمة إدارة الأزمات الإيرانية، حسين زفري، إلى أن الحريق ناتج عن المواد الكيميائية المخزنة بشكل غير آمن، مؤكدًا أن السلطات كانت قد حذرت سابقًا من مخاطر تخزين المواد القابلة للاشتعال في الميناء. 

تداعيات اقتصادية وجيوسياسية

يُعد ميناء شهيد رجائي شريانًا حيويًا للاقتصاد الإيراني، حيث يُستخدم لتصدير النفط والمنتجات البترولية. تعليق العمليات في الميناء يهدد بتعطيل صادرات النفط الإيرانية، مما قد يؤثر سلبًا على الاقتصاد الوطني. تزامن الحادث مع الجولة الثالثة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في مسقط، مما أثار تكهنات حول احتمال وجود دوافع سياسية وراء الحادث. ورغم عدم وجود دليل قاطع على ذلك، فإن بعض وسائل الإعلام الإيرانية تشير إلى احتمال وجود دوافع تخريبية، بما في ذلك اتهامات موجهة إلى إسرائيل. 

الحوادث السابقة في المنطقة

يُذكر أن بندر عباس شهدت سابقًا عدة حوادث مشابهة. في يوليو 2023، وقع حريق في مصفاة آفتاب للنفط أسفر عن إصابة ثمانية من رجال الإطفاء. وفي مارس 2024، وقع انفجار في مصفاة أخرى بالمدينة أسفر عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين. هذه الحوادث تثير تساؤلات حول سلامة المنشآت الصناعية في المنطقة وفعالية إجراءات السلامة المتبعة. 

الخاتمة

يُسلط هذا الحادث الضوء على التحديات التي تواجهها إيران في مجال سلامة المنشآت الصناعية، خاصة في المناطق الحيوية اقتصاديًا. بينما تواصل السلطات التحقيق في أسباب الحريق، يبقى السؤال قائمًا حول مدى استعداد إيران لمواجهة مثل هذه الحوادث والتقليل من تأثيراتها على الاقتصاد الوطني.